تعتبر درنات البطاطا أكثر من مجرد مخزون غذائي؛ فهي بذور حية تواصل نشاطها البيولوجي حتى بعد الحصاد. تتأثر جودة المحصول النهائي بشكل مباشر بالحالة الفسيولوجية للدرنات عند الزراعة، والتي تحددها درجة الحرارة ومدة التخزين بعد الحصاد.
تعد درجة الحرارة العامل الرئيسي الذي يتحكم في انتقال درنة البطاطا من مرحلة السكون إلى مرحلة النمو النشط. فكلما ارتفعت درجة حرارة التخزين، زادت سرعة تكوين البراعم وعددها. وقد أظهرت الأبحاث أن الدرنات المخزنة في درجات حرارة معتدلة (حوالي 9 درجات مئوية) لفترات أطول تطور عدداً أكبر من البراعم مقارنة بتلك المخزنة في درجات أبرد (حوالي 4 درجات مئوية).
في تجربة أُجريت على صنف Irish Cobbler، تمت مراقبة تطور البراعم باستخدام تقنيات تحليل متقدمة تشمل التقاط الصور من زوايا متعددة لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد (Point Cloud) لكل درنة بطاطا. ساعدت هذه التقنية في تتبع التغيرات الدقيقة في عدد ونمو البراعم بمرور الوقت.
عند زراعة الدرنات التي تم تحفيزها بدرجات حرارة تخزين دافئة، تلاحظ نتائج ميدانية متميزة تشمل:
التحكم في درجة حرارة التخزين لا يؤثر فقط على كمية الإنتاج، بل أيضاً على نوعيته وحجمه. إذ يمكن للمزارعين من خلال إدارة دقيقة لدرجات الحرارة تحديد حجم الدرنات المرغوب فيه بما يناسب متطلبات السوق.
ومع ذلك، فإن التعرض لدرجات حرارة مرتفعة جداً (من 28 إلى 33 درجة مئوية) يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تزداد معدلات التنفس وتستهلك الدرنات مخزونها الطاقي، مما يؤدي إلى نمو أوراق أكثر على حساب تكوين الدرنات وتقليل الجودة.
إن التحكم الذكي بدرجة حرارة التخزين يمثل مفتاحاً لتحسين الإنتاج والجودة في زراعة البطاطا. باستخدام تقنيات مثل تتبع الدرنات بالكاميرات المتعددة وإنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد (Point Cloud)، يمكن للمزارعين والمختصين مراقبة الحالة الفسيولوجية للبذور بدقة عالية، وبالتالي اختيار اللحظة المثلى للزراعة لتحقيق أفضل إنتاج ممكن
منصة الفلاح — التكنولوجيا في خدمة الزراعة.